السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملة لقصة أمجد
بقلم والديه
اليوم الخامس لأمجد في مركز آمال للتوحد
استيقظت صباحا كالعادة و انطلقت أنا وأمجد إلى مركز آمال وصلنا واتجه أمجد نحو صفه و تكلمت إلى الأخصائية بخصوص الأدوية وكلام الطبيب فقالت سنرى ما الذي سيحدث بعد تخفيف الجرعة و عدت إلى المنزل حيث لم يكن هناك أي سبب لبقائي في المركز وعند انتهاء الدوام كنت في انتظار أمجد و ما أن رآني حتى اعتلت الابتسامة على وجهه و ترك المدربة و أتى إلي وقلت له هيا نذهب إلى البيت و عدنا إلى البيت وعندما وصلنا إلى الحارة التي نسكن فيها مررنا من قرب محل لبيع الحلويات والبسكويت وما شابه للأطفال و أراد أمجد أن اشتري له بعضا منها ولكن وحسب توصيات الأخصائية لا يجب أن اشتري له وذلك بهدف تخفيف وزنه قليلا حتى نستطيع تخفيف الجرعة الدوائية وعندما قلت له لا لن اشتري بدأ بالصياح ولكن لم استمع له فمصلحته أهم من أن أتهاون في أمر كهذا ومشيت ولكن رمى نفسه أرضا وبدأ يضرب رأسه بأرض الطريق واضطررت أن أوقفه ولكن عاد و رمى نفسه وضرب رأسه بالأرض مجددا كان الموقف محرجا جدا وخاصة أن الناس التي في الشارع بدأت تنظر إلي نظرة استغراب و لأمجد نظرة شفقة و هنا وبعد أن كرر عملية رمي نفسه خمس مرات اضطررت لحمله و المشي بعيدا عن المحل التجاري بعد أن قطعت المحل بعشرة أمتار تقريبا أنزلت أمجد فيأس و تابع المسير معي حتى وصلنا إلى المنزل ولكن بمجرد دخول المنزل بدأ مجدد بالصياح و فتح خزانة الأحذية و بدأ يرمي الأحذية في كل مكان ثم ذهب إلى طاولة الطعام ورماها أرضا بكل ما عليها و كنا نحاول أن نهدئه ولكن تطلب ذلك بعض الوقت حتى استجاب لي وبدأت ألاعبه و أخيرا عاد أمجد ليضحك ومن الجدير بالذكر أن أمجد تحسن وضعه قليلا في مركز آمال بعد تخفيف الجرعة الدوائية له و بعد برهة رن جرس الهاتف رفعت السماعة وكان على الخط أم أحد الأطفال المصابين بالتوحد تعرفنا على عائلتها صدفة في أحد الحدائق وتبادلنا أرقام الهواتف لمساعدة بعضنا بعضا إن وجد أحدنا ما يفيد لأولادنا و جزاها الله خيرا اتصلت و أخبرتنا عن رحلة علاج ولدها وابنتها المصابين بالتوحد في الكويت وبريطانيا و أمريكا و عندها طلبت من زوجتي أن تسألها عن الأدوية فقالت أن جميع الأطباء قالوا لا للعلاج الدوائي فسألتها إذن كيف يتم علاج الولدين قالت عن طريق التعديل السلوكي وبعض الفيتامينات المنشطة للدماغ وحسب وعندما سألناها عن قول الأخصائيين في أسباب مرض التوحد قالت أن الأخصائيين يقولون أن مرض التوحد له علاقة بالجينات و قد يكون وراثيا وليس بالضرورة أن يأتي من الأب إلى الابن ولكن قد يكون من جد الجد أو مورثة أقدم من هذا أيضا أغلقت زوجتي الهاتف ودخلنا أن وهي في حالة من التفكير العميق حالة من الحيرة الكبيرة .. لا دواء إذن لما يصف لنا هذا الطبيب كل هذا الأدوية .. وراثة ؟ هل يمكن أن ننجب ولدا أو بنتا يعاني أو تعاني من التوحد؟ .. هل يجب علينا إيقاف الدواء ..هل يجب علينا أن لا ننجب حرصا من أن لا يأتينا طفل يعاني من التوحد لم أعد أعرف ماذا يجب علي فعله احترت و دخلنا أنا وزوجتي في حالة من الاكتئاب ولمعت فكره في رأسي لما لا أستشير خالي وهو طبيب مخضرم اتصلت فيه وأخبرته بالقصة كاملة وقال لي ما كان يجب على هذا الطبيب أن يعطي أمجد هذه المثبطات وكان يجب أن يعطيه منشطا لخلايا الدماغ قلت وهل يمكن أن أوقف الدواء عن طريق حيث لا يمكن أن أوقف أدوية عصبية و أدوية مثبطة للجملة العصبية دون استشارت طبيب ويجب أن تكون بالتدريج .. قال لا مشكله تعال إلي عندما تستطيع مع الأدوية و معاييرها و الجرعة التي يأخذها أمجد وسنضع جدولا لإيقاف هذا الدواء قلت حسنا سأحاول أن أكون عندك خلال هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى ولكن وبصراح ما زلنا أنا وزوجتي في حيرة من أمرنا ولم نجد حتى الآن الحل الأنسب هل نوقف الدواء أم لا .. هل ننجب ولدا أو بنتا أم علينا عدم الإنجاب .. وبدأت الأفكار تتعمق أكثر عند زوجتي حيث بدأت تخاف على أحمد وأغيد في المستقبل هل سيرزقون أولادا يعانون من التوحد؟ عندها لبست ثيابي واتجهت إلى عملي و مازلنا لا نعرف ماذا يجب علينا القيام فيه و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهديني لما هو خير لي ولولدي أمجد
هذا ما حصل في نهاية اليوم الرابع لأمجد في مركز آمال للتوحد
اليوم الخامس لأمجد في مركز آمال للتوحد
كالعادة في الصباح الباكر اتجهت نحو السيارة لآخذ أمجد إلى المركز وفوجئت بأحد الإطارات ليس فيه أي هواء وطبعا قمت بإصلاحه وانطلقنا نحو المركز و صلنا متأخرين ولكن ليس كثيرا والحمد لله دخلت المركز و قابلت الأخصائية بعد أن أوصلت أمجد إلى فصله و قالت لي أن الطيب المسؤول عن كافة المراكز المتعلقة بالإعاقة قد فحص أمجد و قال أنه يتوجب علينا إيقاف كافة الأدوية التي يأخذها وفي أسرع وقت لأنها تؤثر عليه سلبا لا إيجابا وعليه قلت لها لا أمانع أبدا في إيقاف الدواء و اتفقنا على أن تحدد لي موعدا مع الطبيب لرؤية أمجد وبحضوري ونتفق على آلية إيقاف الدواء بشكل تدريجي لكي لا يعاني أمجد من أعراض السحب الدوائي وخاصة أنه يأخذ جرعات تعتبر كبيره و بعدها ذهبت للعلاقات العامة و منها استلمت تقرير التشخيص لحالة أمجد تماما وكان التقرير كالآتي:
ظهور الشكوى ومصدر الإحالة:
بدأت الشكوى لدى الأسرة حول وضع الطفل عند بلوغه عمر 6 شهور , نتيجة التأخر الحركي لدى الطفل وضعف اهتمامه بالمحيط , وقد حول إلى مركز التوحد في المنظمة السورية للمعوقين "آمال" بعد سماع الأسرة عن آمال من الإعلام والاشتباه بوجود بعض السمات التوحدية لديه
التاريخ النمائي للطفل:
ولد الطفل ولادة طبيعيّة في مستشفى بعد فترة حمل لم تعاني الأم خلالها من أية مشكلة , وقد كانت فحوصات كل من الجنين والمولود سليمة . رضع الطفل من أمه لمدة سنه ثم فطم من قبل الأم , وعن المراحل النمائية فقد لوحظ على الطفل تأخر في التطور الانفعالي و التطور الحركي وظهور الكلام وضبط علميات الإخراج , ولم يتكلم الطفل سوى بعض الكلمات غير الوظيفية مثل ( بابا , ماما , تيته , عايدة ) في عمر السنة , كما أجري للطفل عدة فحوصات ( تحاليل دم و بول , تصوير طبقي محوري للدماغ , فحص كالسيوم , تصوير حوض) وكانت النتيجة طبيعية , تناول الطفل دواء ( لارجاكتيل ) لمدة 4 شهور و( ريتالين ) لمدة أسبوع , اما الان فهو يتناول (تيغريتول) (بالتان) (تربتيزول) (أيغلونال) وذلك من مدة سنة ونصف
طبق على الطفل المقاييس التالية
• قائمة السلوك التوحدي (ABC)
• الدليل الإحصائي و التشخيصي للاضطرابات العقلية الطبعة الرابعة المنقحة DSM.IV.TR
• مقياس تقدير التوحد الطفولي (CARS)
وكانت النتيجة كما يلي :
المقياس الدرجة
C.A.R.S 42
A.B.C 80
DSM.IV.TR المحك الأول المحك الثاني المحك الثالث
9 منطبق منطبق منطبق
4 2 3
أما الملاحظة السلوكية فقد أشارت إلى ما يلي:
- يمشي بطريقة الترنح والأرجحة
- أظهر ضعفا في التواصل البصري
- لم يستجب للتعليمات اللفظية
- لم ينتبه للأطفال أو الأشخاص أو الألعاب
- لم يستجب للمناداة باسمه
- لم يستخدم الإشارة بالإصبع إلى ما يريد ( استخدم سلوك القيادة من اليد )
- يرمي كل شيء يقع في يده
- يحب المرجوحة كثيرا ( أصرّ على البقاء فيها )
- انشغل بإطفاء الضوء وإشعاله
- انتبه للمثيرات البيئية ( أضواء: المصباح – النافذة / أصوات: الآلة الموسيقية – الموبايل – الضرب على الطاولة .. ) مع العلم أنه انزعج من الأصوات العالية حيث وضع يديه على أذنيه
- أظهر أحساس طبيعي بالألم ( انزعج من الضغط على يده )
- لم يتكلم , فقط أصدر بعض الأصوات
- يضع يده على الوجه العلوي من الفم بشكل متكرر كما أنه يضع يده من الجانب في فمه
نتيجة التشخيص:
أشارت نتائج تطبيق الأدوات والملاحظات السلوكية المباشرة إلى وجود اضطراب توحد كلاسيكي لدى الطفل.
التوصيات:
ينصح بإلحاق الطفل بمركز لـتأهيل الأطفال التوحديين , لإعداد و تنفيذ برنامج تربوي فردي , يلبي احتياجاته , بناءً على نتائج التقييم
باسمة شاهين
اختصاصية التوحد
هكذا يكون انتهى التقرير الذي شخص حالة ولدي أمجد حالة توحد كلاسيكي وهي تعتبر من أصعب حالات التوحد مع العلم أن التوحد يعتبر أصعب حالات الإعاقة والحمد لله رب العالمين وبعد أن استلمت التقرير عدت إلى المنزل وأحضرت بعض الحاجيات لأهلي ولنا وبعدها عدت لإحضار أمجد و سألت عن الأخصائية ولكن كان لديها جلسة تشخيص فلم أستطع أن أعرف إن كانت حددت وقت للقاء بالطبيب أم لا وسألت المدربة عن وضع أمجد قالت اليوم أفضل قليلا قلت هذا بسبب تخفيض جرعة الدواء عموما سنقوم بإيقاف الدواء كاملا و بعدها ودعتهم و اتجهت نحو المنزل وفي الطريق هذه المرة لم أمنع أمجد من شراء قطعة من البسكويت وبهذا يكون انتهى اليوم الخامس لولدي أمجد في مركز آمال للتوحد
*إضاءة أمل*
في اليوم الخامس لأمجد وعند خروجي تجاذبت أطراف الحديث مع والد أحد الأطفال المصابين بالتوحد و عرفت أن لديه ابنتين إحداهن تعاني من توحد كلاسيكي و الأخرى من طيف توحد سألته كم عمر ابنته المصابة بالتوحد الكلاسيكي قال لي 13 سنه قلت وكيف هي الآن قال الحمد لله الآن هي بخير تستطيع الكلام و تستطيع أن تكتب وكنت أريد أن أسأله الكثير من الأسئلة ولكن وصلت حافلة و أشار لها توقفت فصعد بعد أن ودعني ابتسمت ورفعت له ذراعي مودعا و أنا أقول له عن ابنته الصغيرة هذه البنت محجوزة لولدي أمجد رحل الرجل ولم يدري أنه أشعل في صدري نورا كبيرا من الأمل و شعورا بالراحة و الأمان لما سمعت منه فسبحان ربي ربما كانت بشارة خير لي منه جل وعلا
تـــابع...
تكملة لقصة أمجد
بقلم والديه
اليوم الخامس لأمجد في مركز آمال للتوحد
استيقظت صباحا كالعادة و انطلقت أنا وأمجد إلى مركز آمال وصلنا واتجه أمجد نحو صفه و تكلمت إلى الأخصائية بخصوص الأدوية وكلام الطبيب فقالت سنرى ما الذي سيحدث بعد تخفيف الجرعة و عدت إلى المنزل حيث لم يكن هناك أي سبب لبقائي في المركز وعند انتهاء الدوام كنت في انتظار أمجد و ما أن رآني حتى اعتلت الابتسامة على وجهه و ترك المدربة و أتى إلي وقلت له هيا نذهب إلى البيت و عدنا إلى البيت وعندما وصلنا إلى الحارة التي نسكن فيها مررنا من قرب محل لبيع الحلويات والبسكويت وما شابه للأطفال و أراد أمجد أن اشتري له بعضا منها ولكن وحسب توصيات الأخصائية لا يجب أن اشتري له وذلك بهدف تخفيف وزنه قليلا حتى نستطيع تخفيف الجرعة الدوائية وعندما قلت له لا لن اشتري بدأ بالصياح ولكن لم استمع له فمصلحته أهم من أن أتهاون في أمر كهذا ومشيت ولكن رمى نفسه أرضا وبدأ يضرب رأسه بأرض الطريق واضطررت أن أوقفه ولكن عاد و رمى نفسه وضرب رأسه بالأرض مجددا كان الموقف محرجا جدا وخاصة أن الناس التي في الشارع بدأت تنظر إلي نظرة استغراب و لأمجد نظرة شفقة و هنا وبعد أن كرر عملية رمي نفسه خمس مرات اضطررت لحمله و المشي بعيدا عن المحل التجاري بعد أن قطعت المحل بعشرة أمتار تقريبا أنزلت أمجد فيأس و تابع المسير معي حتى وصلنا إلى المنزل ولكن بمجرد دخول المنزل بدأ مجدد بالصياح و فتح خزانة الأحذية و بدأ يرمي الأحذية في كل مكان ثم ذهب إلى طاولة الطعام ورماها أرضا بكل ما عليها و كنا نحاول أن نهدئه ولكن تطلب ذلك بعض الوقت حتى استجاب لي وبدأت ألاعبه و أخيرا عاد أمجد ليضحك ومن الجدير بالذكر أن أمجد تحسن وضعه قليلا في مركز آمال بعد تخفيف الجرعة الدوائية له و بعد برهة رن جرس الهاتف رفعت السماعة وكان على الخط أم أحد الأطفال المصابين بالتوحد تعرفنا على عائلتها صدفة في أحد الحدائق وتبادلنا أرقام الهواتف لمساعدة بعضنا بعضا إن وجد أحدنا ما يفيد لأولادنا و جزاها الله خيرا اتصلت و أخبرتنا عن رحلة علاج ولدها وابنتها المصابين بالتوحد في الكويت وبريطانيا و أمريكا و عندها طلبت من زوجتي أن تسألها عن الأدوية فقالت أن جميع الأطباء قالوا لا للعلاج الدوائي فسألتها إذن كيف يتم علاج الولدين قالت عن طريق التعديل السلوكي وبعض الفيتامينات المنشطة للدماغ وحسب وعندما سألناها عن قول الأخصائيين في أسباب مرض التوحد قالت أن الأخصائيين يقولون أن مرض التوحد له علاقة بالجينات و قد يكون وراثيا وليس بالضرورة أن يأتي من الأب إلى الابن ولكن قد يكون من جد الجد أو مورثة أقدم من هذا أيضا أغلقت زوجتي الهاتف ودخلنا أن وهي في حالة من التفكير العميق حالة من الحيرة الكبيرة .. لا دواء إذن لما يصف لنا هذا الطبيب كل هذا الأدوية .. وراثة ؟ هل يمكن أن ننجب ولدا أو بنتا يعاني أو تعاني من التوحد؟ .. هل يجب علينا إيقاف الدواء ..هل يجب علينا أن لا ننجب حرصا من أن لا يأتينا طفل يعاني من التوحد لم أعد أعرف ماذا يجب علي فعله احترت و دخلنا أنا وزوجتي في حالة من الاكتئاب ولمعت فكره في رأسي لما لا أستشير خالي وهو طبيب مخضرم اتصلت فيه وأخبرته بالقصة كاملة وقال لي ما كان يجب على هذا الطبيب أن يعطي أمجد هذه المثبطات وكان يجب أن يعطيه منشطا لخلايا الدماغ قلت وهل يمكن أن أوقف الدواء عن طريق حيث لا يمكن أن أوقف أدوية عصبية و أدوية مثبطة للجملة العصبية دون استشارت طبيب ويجب أن تكون بالتدريج .. قال لا مشكله تعال إلي عندما تستطيع مع الأدوية و معاييرها و الجرعة التي يأخذها أمجد وسنضع جدولا لإيقاف هذا الدواء قلت حسنا سأحاول أن أكون عندك خلال هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى ولكن وبصراح ما زلنا أنا وزوجتي في حيرة من أمرنا ولم نجد حتى الآن الحل الأنسب هل نوقف الدواء أم لا .. هل ننجب ولدا أو بنتا أم علينا عدم الإنجاب .. وبدأت الأفكار تتعمق أكثر عند زوجتي حيث بدأت تخاف على أحمد وأغيد في المستقبل هل سيرزقون أولادا يعانون من التوحد؟ عندها لبست ثيابي واتجهت إلى عملي و مازلنا لا نعرف ماذا يجب علينا القيام فيه و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهديني لما هو خير لي ولولدي أمجد
هذا ما حصل في نهاية اليوم الرابع لأمجد في مركز آمال للتوحد
اليوم الخامس لأمجد في مركز آمال للتوحد
كالعادة في الصباح الباكر اتجهت نحو السيارة لآخذ أمجد إلى المركز وفوجئت بأحد الإطارات ليس فيه أي هواء وطبعا قمت بإصلاحه وانطلقنا نحو المركز و صلنا متأخرين ولكن ليس كثيرا والحمد لله دخلت المركز و قابلت الأخصائية بعد أن أوصلت أمجد إلى فصله و قالت لي أن الطيب المسؤول عن كافة المراكز المتعلقة بالإعاقة قد فحص أمجد و قال أنه يتوجب علينا إيقاف كافة الأدوية التي يأخذها وفي أسرع وقت لأنها تؤثر عليه سلبا لا إيجابا وعليه قلت لها لا أمانع أبدا في إيقاف الدواء و اتفقنا على أن تحدد لي موعدا مع الطبيب لرؤية أمجد وبحضوري ونتفق على آلية إيقاف الدواء بشكل تدريجي لكي لا يعاني أمجد من أعراض السحب الدوائي وخاصة أنه يأخذ جرعات تعتبر كبيره و بعدها ذهبت للعلاقات العامة و منها استلمت تقرير التشخيص لحالة أمجد تماما وكان التقرير كالآتي:
ظهور الشكوى ومصدر الإحالة:
بدأت الشكوى لدى الأسرة حول وضع الطفل عند بلوغه عمر 6 شهور , نتيجة التأخر الحركي لدى الطفل وضعف اهتمامه بالمحيط , وقد حول إلى مركز التوحد في المنظمة السورية للمعوقين "آمال" بعد سماع الأسرة عن آمال من الإعلام والاشتباه بوجود بعض السمات التوحدية لديه
التاريخ النمائي للطفل:
ولد الطفل ولادة طبيعيّة في مستشفى بعد فترة حمل لم تعاني الأم خلالها من أية مشكلة , وقد كانت فحوصات كل من الجنين والمولود سليمة . رضع الطفل من أمه لمدة سنه ثم فطم من قبل الأم , وعن المراحل النمائية فقد لوحظ على الطفل تأخر في التطور الانفعالي و التطور الحركي وظهور الكلام وضبط علميات الإخراج , ولم يتكلم الطفل سوى بعض الكلمات غير الوظيفية مثل ( بابا , ماما , تيته , عايدة ) في عمر السنة , كما أجري للطفل عدة فحوصات ( تحاليل دم و بول , تصوير طبقي محوري للدماغ , فحص كالسيوم , تصوير حوض) وكانت النتيجة طبيعية , تناول الطفل دواء ( لارجاكتيل ) لمدة 4 شهور و( ريتالين ) لمدة أسبوع , اما الان فهو يتناول (تيغريتول) (بالتان) (تربتيزول) (أيغلونال) وذلك من مدة سنة ونصف
طبق على الطفل المقاييس التالية
• قائمة السلوك التوحدي (ABC)
• الدليل الإحصائي و التشخيصي للاضطرابات العقلية الطبعة الرابعة المنقحة DSM.IV.TR
• مقياس تقدير التوحد الطفولي (CARS)
وكانت النتيجة كما يلي :
المقياس الدرجة
C.A.R.S 42
A.B.C 80
DSM.IV.TR المحك الأول المحك الثاني المحك الثالث
9 منطبق منطبق منطبق
4 2 3
أما الملاحظة السلوكية فقد أشارت إلى ما يلي:
- يمشي بطريقة الترنح والأرجحة
- أظهر ضعفا في التواصل البصري
- لم يستجب للتعليمات اللفظية
- لم ينتبه للأطفال أو الأشخاص أو الألعاب
- لم يستجب للمناداة باسمه
- لم يستخدم الإشارة بالإصبع إلى ما يريد ( استخدم سلوك القيادة من اليد )
- يرمي كل شيء يقع في يده
- يحب المرجوحة كثيرا ( أصرّ على البقاء فيها )
- انشغل بإطفاء الضوء وإشعاله
- انتبه للمثيرات البيئية ( أضواء: المصباح – النافذة / أصوات: الآلة الموسيقية – الموبايل – الضرب على الطاولة .. ) مع العلم أنه انزعج من الأصوات العالية حيث وضع يديه على أذنيه
- أظهر أحساس طبيعي بالألم ( انزعج من الضغط على يده )
- لم يتكلم , فقط أصدر بعض الأصوات
- يضع يده على الوجه العلوي من الفم بشكل متكرر كما أنه يضع يده من الجانب في فمه
نتيجة التشخيص:
أشارت نتائج تطبيق الأدوات والملاحظات السلوكية المباشرة إلى وجود اضطراب توحد كلاسيكي لدى الطفل.
التوصيات:
ينصح بإلحاق الطفل بمركز لـتأهيل الأطفال التوحديين , لإعداد و تنفيذ برنامج تربوي فردي , يلبي احتياجاته , بناءً على نتائج التقييم
باسمة شاهين
اختصاصية التوحد
هكذا يكون انتهى التقرير الذي شخص حالة ولدي أمجد حالة توحد كلاسيكي وهي تعتبر من أصعب حالات التوحد مع العلم أن التوحد يعتبر أصعب حالات الإعاقة والحمد لله رب العالمين وبعد أن استلمت التقرير عدت إلى المنزل وأحضرت بعض الحاجيات لأهلي ولنا وبعدها عدت لإحضار أمجد و سألت عن الأخصائية ولكن كان لديها جلسة تشخيص فلم أستطع أن أعرف إن كانت حددت وقت للقاء بالطبيب أم لا وسألت المدربة عن وضع أمجد قالت اليوم أفضل قليلا قلت هذا بسبب تخفيض جرعة الدواء عموما سنقوم بإيقاف الدواء كاملا و بعدها ودعتهم و اتجهت نحو المنزل وفي الطريق هذه المرة لم أمنع أمجد من شراء قطعة من البسكويت وبهذا يكون انتهى اليوم الخامس لولدي أمجد في مركز آمال للتوحد
*إضاءة أمل*
في اليوم الخامس لأمجد وعند خروجي تجاذبت أطراف الحديث مع والد أحد الأطفال المصابين بالتوحد و عرفت أن لديه ابنتين إحداهن تعاني من توحد كلاسيكي و الأخرى من طيف توحد سألته كم عمر ابنته المصابة بالتوحد الكلاسيكي قال لي 13 سنه قلت وكيف هي الآن قال الحمد لله الآن هي بخير تستطيع الكلام و تستطيع أن تكتب وكنت أريد أن أسأله الكثير من الأسئلة ولكن وصلت حافلة و أشار لها توقفت فصعد بعد أن ودعني ابتسمت ورفعت له ذراعي مودعا و أنا أقول له عن ابنته الصغيرة هذه البنت محجوزة لولدي أمجد رحل الرجل ولم يدري أنه أشعل في صدري نورا كبيرا من الأمل و شعورا بالراحة و الأمان لما سمعت منه فسبحان ربي ربما كانت بشارة خير لي منه جل وعلا
تـــابع...