السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
تكملة لقصة أمجد
على لسان والده
اليوم السابع لأمجد في مركز آمال للتوحد
كما هي العادة اصطحبت أمجد وانطلقنا باتجاه مركز آمال وصلنا هناك و صعدت وأمجد إلى صفه و هناك استلمته مني المدربة هبة و بعدها نزلت متوجها نحو الأخصائية التي أخبرتني أن الدكتور مازن في انتظاري بعد عشر دقائق و صعدنا أنا وهي إلى الدكتور مازن و شرحت له عن كافة الأدوية وعندما سألني عن سبب أخذه لهذا الطبيب تحديدا و موافقتنا على إعطاءه الدواء وخاصة أني شرحت له أني كنت و ما زلت ضد أخذ أمجد لأية أدوية فقلت له أثناء علاج أمجد في مركز زهرة المدائن كانت زوجتي قد لاحظت تحسن سريع جدا لطفل يدعى مجد حيث استطاع الكلام و نظف تماما فلم يعد بحاجة لاستخدام الحفاضات فسألت أمه عن سبب هذا التطور فأخبرتها عن الطيب محمد الذي أعطاه إبرا لتنشيط الدماغ كانت السبب في هذا التحسن الرهيب و كما يقال الغريق يتعلق بقشة أخذنا رقم الطبيب و ذهبنا إليه و طبعا وصف لنا هذه الإبر وأعطيت لأمجد 90 إبرة على مدار ستة أشهر و تحسن أمجد كثيرا ولكن بعد هذه الفترة توقف الطبيب عن وصف هذه الإبر وبدأ بإعطاء هذه الأدوية فقط فقال لي لا بد من إيقاف هذه الأدوية وبشكل فوري و طبعا حسب خطة ستأخذ حوالي الشهرين حتى لا يتأثر أمجد من أعراض السحب الدوائي وخاصة أن بعض الأدوية مثل الديبريدول لها أثار جانبية خطيرة فالسحب الدوائي المفاجئ للديبريدول سيؤدي إلى ظهور علامة هرمية ( من الهرم أي الشيخوخة ) فيعاني أمجد في هذه الحالة من الارتجاف و كذلك قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم و انتفاخ في الوجه وستكون له آثار لا يحمد عقباها و أخذت الخطة من الطبيب و فهمتها جيدا و سألته عدة أسئلة لأتأكد من فهمي لها فالأمر ليس لعبة و شكرت الطبيب و استأذنت و خرجت متجها إلى المنزل كنت مرهقا حاولت النوم ولكن لم استطع شغل بالي موضوع السحب الدوائي و جلست أتذكر خطة الطبيب لإيقاف الدواء بعدها جاء ولدي أحمد نظرت في الساعة فإذا هي العاشرة قلت بابا أحمد أن غفوت أيقظني الساعة العاشرة و النصف وفعلا لم أشعر إلا و أحمد يقول لي بابا الساعة الآن العاشرة والنصف قمت ولبست ثيابي وانطلقت إلى المركز وصلت في وقت الفسحة وقفت في مكان لا يراني فيه أمجد و كنت أراقب كيف يتصرف مكان الفسحة عبارة عن ساعة مستطيلة حوالي 100 م تم وضع قضبان من الألمنيوم برونزي اللون بارتفاع متر تقريبا كان في الساحة 12 طفل يعانون التوحد و 4 مدربات من بينهم هبة مدربة أمجد كانت تلاعبه ترمي له الكرة وتطلب منه أن يركلها وكلما ركل أمجد الكرة كانت تصفق له و تدغدغه ويضحك أمجد ولاحظت أيضا أن أمجد كان كل دقيقتين تقريبا يقترب من القضبان ويمسك اثنين منهما ويقف وينظر في اتجاه الباب الخارجي وكأنه ينتظر قدومي في نهاية الفسحة وقف أمجد في نفس المكان ممسكا القضيبين و نظر باتجاه الباب و كأنه سجين ينتظر وقت تحريره كان قلبي أن ينفطر حزنا عليه عندما رأيته في هذا الموقف صعد أمجد إلى صفه مجددا وانطلقت أنا إلى السيد مهند حيث طلبت أن يسجل اسمي بين من سيحضرون عرض الخفة (السحر) قال نعم ولكن يجب أن يرافق أمجد أحد الوالدين قلت لا سيرافقه الوالدين وإخوته أيضا قال هذا جيد سأسجل اسمك شكرته وذهبت للأخصائية و حدثتها عن الخطة واستقبلت أمجد نازلا ليغادر المركز أومأت لي مدربته هبة أن أنتظر فانتظرت وبدأ الحديث بيننا وسألتها عن وضع أمجد قالت يعني اليوم أفضل قليلا وقالت نريد أن تحضر لي بعض الأغراض لأمجد قلت ما هي قالت علبة محارم و محارم معطرة و البسكويت المفضل عند أمجد أومأت بالموافقة و في هذه الأثناء أمسك أمجد بعلبة نظارتي و رماها أرضا قالت المدربة أمجد هات العلبة لم يستجب فنظرت إلي وقالت في حالة مثل هذه افعلوا كما سأفعل الآن و أمسكت بيد أمجد و ضغطت بقوة على رأس إصبعه وقالت هات العلبة عندها أمسك أمجد العلبة وقالت له أعطها لبابا فأعطاني إياها وقالت يجب أن تتعاملوا معه بأسلوب الثواب و العقاب فإذا قام بعمل جيد يجب مكافأته عليه وفي هذه الأثناء مر مهند وقال للمدربة هبة على فكره أبو أمجد يعمل في سبيس تون قالت لي والله قلت نعم هل تتابعين سبيس تون قالت نعم قلت وشريط الرسائل قالت نعم أتابعة فقلت و هل تعرفين أبو الكوك قالت نعم قلت أنا هو قال لا مستحيل و ضحكت عندها قلت لما مستحيل قالت لم أتخيل يوما أن أراك سررت بكلامها هذا شكرتها عليه ووعدتها أن أجلب لها أغاني سبيس تون بدل التي عندها حيث لم يكن الصوت واضحا حيث يتم وضعها للأطفال التوحديين صباح عند دخولهم الفصل ثم استأذنت و خرجت و أمجد باتجاه المنزل وصلنا ودخلت غرفتي لأنام قليلا قبل أن يحين موعد العمل و جاء أمجد وصعد إلى السرير ونام جانبي وضع رأسه على كتفي فقبلت جبينه ونظر إلي نظره فيها سعادة كبيرة وكأنه يقول لي شكرا بابا ابتسمت و قبلته واحتضنته ونمنا سوية واستيقظت بعد حوالي الساعتين صليت العصر و لبست ثيابي وانطلقت إلى عملي وبهذا يكون قد انتهى اليوم السابع لولدي أمجد في مركز آمال للتوحد
تــابع...
تكملة لقصة أمجد
على لسان والده
اليوم السابع لأمجد في مركز آمال للتوحد
كما هي العادة اصطحبت أمجد وانطلقنا باتجاه مركز آمال وصلنا هناك و صعدت وأمجد إلى صفه و هناك استلمته مني المدربة هبة و بعدها نزلت متوجها نحو الأخصائية التي أخبرتني أن الدكتور مازن في انتظاري بعد عشر دقائق و صعدنا أنا وهي إلى الدكتور مازن و شرحت له عن كافة الأدوية وعندما سألني عن سبب أخذه لهذا الطبيب تحديدا و موافقتنا على إعطاءه الدواء وخاصة أني شرحت له أني كنت و ما زلت ضد أخذ أمجد لأية أدوية فقلت له أثناء علاج أمجد في مركز زهرة المدائن كانت زوجتي قد لاحظت تحسن سريع جدا لطفل يدعى مجد حيث استطاع الكلام و نظف تماما فلم يعد بحاجة لاستخدام الحفاضات فسألت أمه عن سبب هذا التطور فأخبرتها عن الطيب محمد الذي أعطاه إبرا لتنشيط الدماغ كانت السبب في هذا التحسن الرهيب و كما يقال الغريق يتعلق بقشة أخذنا رقم الطبيب و ذهبنا إليه و طبعا وصف لنا هذه الإبر وأعطيت لأمجد 90 إبرة على مدار ستة أشهر و تحسن أمجد كثيرا ولكن بعد هذه الفترة توقف الطبيب عن وصف هذه الإبر وبدأ بإعطاء هذه الأدوية فقط فقال لي لا بد من إيقاف هذه الأدوية وبشكل فوري و طبعا حسب خطة ستأخذ حوالي الشهرين حتى لا يتأثر أمجد من أعراض السحب الدوائي وخاصة أن بعض الأدوية مثل الديبريدول لها أثار جانبية خطيرة فالسحب الدوائي المفاجئ للديبريدول سيؤدي إلى ظهور علامة هرمية ( من الهرم أي الشيخوخة ) فيعاني أمجد في هذه الحالة من الارتجاف و كذلك قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم و انتفاخ في الوجه وستكون له آثار لا يحمد عقباها و أخذت الخطة من الطبيب و فهمتها جيدا و سألته عدة أسئلة لأتأكد من فهمي لها فالأمر ليس لعبة و شكرت الطبيب و استأذنت و خرجت متجها إلى المنزل كنت مرهقا حاولت النوم ولكن لم استطع شغل بالي موضوع السحب الدوائي و جلست أتذكر خطة الطبيب لإيقاف الدواء بعدها جاء ولدي أحمد نظرت في الساعة فإذا هي العاشرة قلت بابا أحمد أن غفوت أيقظني الساعة العاشرة و النصف وفعلا لم أشعر إلا و أحمد يقول لي بابا الساعة الآن العاشرة والنصف قمت ولبست ثيابي وانطلقت إلى المركز وصلت في وقت الفسحة وقفت في مكان لا يراني فيه أمجد و كنت أراقب كيف يتصرف مكان الفسحة عبارة عن ساعة مستطيلة حوالي 100 م تم وضع قضبان من الألمنيوم برونزي اللون بارتفاع متر تقريبا كان في الساحة 12 طفل يعانون التوحد و 4 مدربات من بينهم هبة مدربة أمجد كانت تلاعبه ترمي له الكرة وتطلب منه أن يركلها وكلما ركل أمجد الكرة كانت تصفق له و تدغدغه ويضحك أمجد ولاحظت أيضا أن أمجد كان كل دقيقتين تقريبا يقترب من القضبان ويمسك اثنين منهما ويقف وينظر في اتجاه الباب الخارجي وكأنه ينتظر قدومي في نهاية الفسحة وقف أمجد في نفس المكان ممسكا القضيبين و نظر باتجاه الباب و كأنه سجين ينتظر وقت تحريره كان قلبي أن ينفطر حزنا عليه عندما رأيته في هذا الموقف صعد أمجد إلى صفه مجددا وانطلقت أنا إلى السيد مهند حيث طلبت أن يسجل اسمي بين من سيحضرون عرض الخفة (السحر) قال نعم ولكن يجب أن يرافق أمجد أحد الوالدين قلت لا سيرافقه الوالدين وإخوته أيضا قال هذا جيد سأسجل اسمك شكرته وذهبت للأخصائية و حدثتها عن الخطة واستقبلت أمجد نازلا ليغادر المركز أومأت لي مدربته هبة أن أنتظر فانتظرت وبدأ الحديث بيننا وسألتها عن وضع أمجد قالت يعني اليوم أفضل قليلا وقالت نريد أن تحضر لي بعض الأغراض لأمجد قلت ما هي قالت علبة محارم و محارم معطرة و البسكويت المفضل عند أمجد أومأت بالموافقة و في هذه الأثناء أمسك أمجد بعلبة نظارتي و رماها أرضا قالت المدربة أمجد هات العلبة لم يستجب فنظرت إلي وقالت في حالة مثل هذه افعلوا كما سأفعل الآن و أمسكت بيد أمجد و ضغطت بقوة على رأس إصبعه وقالت هات العلبة عندها أمسك أمجد العلبة وقالت له أعطها لبابا فأعطاني إياها وقالت يجب أن تتعاملوا معه بأسلوب الثواب و العقاب فإذا قام بعمل جيد يجب مكافأته عليه وفي هذه الأثناء مر مهند وقال للمدربة هبة على فكره أبو أمجد يعمل في سبيس تون قالت لي والله قلت نعم هل تتابعين سبيس تون قالت نعم قلت وشريط الرسائل قالت نعم أتابعة فقلت و هل تعرفين أبو الكوك قالت نعم قلت أنا هو قال لا مستحيل و ضحكت عندها قلت لما مستحيل قالت لم أتخيل يوما أن أراك سررت بكلامها هذا شكرتها عليه ووعدتها أن أجلب لها أغاني سبيس تون بدل التي عندها حيث لم يكن الصوت واضحا حيث يتم وضعها للأطفال التوحديين صباح عند دخولهم الفصل ثم استأذنت و خرجت و أمجد باتجاه المنزل وصلنا ودخلت غرفتي لأنام قليلا قبل أن يحين موعد العمل و جاء أمجد وصعد إلى السرير ونام جانبي وضع رأسه على كتفي فقبلت جبينه ونظر إلي نظره فيها سعادة كبيرة وكأنه يقول لي شكرا بابا ابتسمت و قبلته واحتضنته ونمنا سوية واستيقظت بعد حوالي الساعتين صليت العصر و لبست ثيابي وانطلقت إلى عملي وبهذا يكون قد انتهى اليوم السابع لولدي أمجد في مركز آمال للتوحد
تــابع...